ماذا تعرف عن التثاؤب

ماذا تعرف عن التثاؤب ؟

يستغرق التثاؤب ست ثوان، ويتميز بنفس عميق، وزفرة سريعة، وتمدد للذراعين، وتدمع العينين المضيقتين قليلا.

يتكرر في الصباح الباكر، او في ساعات الليل المتأخرة، فهل يعني هذا انك متعب؟

تشعر بالملل؟ وتحاول إعطاء الآخرين انطباعا معينا؟.

هناك خرافة تقول: التثاؤب يشير إلى حاجة الإنسان للنوم، وهذا صحيح لأن الناس يتثاءبون عند حاجتهم للنوم،

ولكنهم يتثاءبون أيضا عندما يستيقظون في الصباح، وخلال النهار، بسبب عدة عوامل منها مستوى التيقظ، التشتت،

او حتى مجرد رؤية شخص آخر يتثاءب. ويقول العلماء: بأن الجنين يبدأ بالتثاؤب في رحم الأم بعد الأسبوع الحادي عشر.

الأسباب الحقيقية للتثاؤب؟

عندما نتنفس نستنشق الأكسجين، ونخرج ثاني أكسيد الكربون،

و لتفسير سبب التثاؤب ركزت النظريات في الماضي على أنه استجابة لقلة الأكسجين،

او ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون، وقد سقطت هذه النظرية بعد إجراء دراسة سنة 1987،

حيث قام متطوعون بالمكوث في مكان نسبة الأكسجين فيه عالية،

لكنهم لم يتثاءبوا بشكل اقل، وعندما مكثوا في مكان نسبة ثاني أكسيد الكربون فيه عالية لم يتثاءبوا بشكل اكبر.

ولتفسير سبب حدوث التثاؤب، يجب تفسير لماذا نتثاءب عندما تكون مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون طبيعية،

كذلك تفسير عدوى التثاؤب، فغالبا ما نتثاءب عندما نرى شخصا آخر يتثاءب،

وقد لوحظ أن التثاؤب يزيد اكثر في بعض الحالات المرضية التي تؤثر على وظيفة الدماغ.




وهناك عدة نظريات تفسر حدوث التثاؤب، علما انه لم يثبت أي منها بصورة قاطعة:

1- التثاؤب يمدد الرئتين والأنسجة المحيطة بهما: ويمنع ممرات الهواء الصغيرة في الرئتين من الانهيار،
وهذا يمكن أن يفسر لم يحدث التثاؤب عندما يكون التنفس ضعيفا كما في حالات: التعب، الملل، الاستيقاظ من النوم.


2- التثاؤب ينشر مادة كيماوية تسمى surfactant وهي عبارة عن سائل يغلف جيوب الهواء الصغيرة في الرئتين،
ويساعد على بقائها مفتوحة، ووجود كميات فعالة من هذه المادة مهم جدا لحياة الطفل الوليد خارج الرحم،
وهذه النظرية تفسر تثاؤب المواليد الجدد أثناء نموهم حيث يحضرون رئاتهم للاستخدام.


3- التثاؤب مرتبط بتمدد العضلات والمفاصل، وزيادة نبض القلب، فقد يساعد على التحضير لمستوى أعلى من التيقظ،
خاصة بعد فترة من الراحة، هذه النظرية تفسر تثاؤب الرياضيين والموسيقيين مباشرة قبل فترات زيادة التركيز او النشاط.


4- يمكن للتثاؤب أن يوفر اتصالا غير لغوي مع الآخرين، وذلك بإرسال رسالة مضمونها بأن الوقت قد حان للراحة وإنهاء أي نشاط.


5- يمكن للتثاؤب أن يكون نظاما لتنبيه الشخص المتثائب بأن وقت النوم قد أزف،
فإذا كنت تقود سيارتك، ووصلت لمرحلة قد تنام فيها، فيمكن للتثاؤب أن يجعلك تدرك حاجتك لأخذ استراحة.
التثاؤب دلالة مرضية

قد يكون التثاؤب مؤشرا للإصابة بمرض، ورغم انه نادرا ما يكون المؤشر الأول إلا أن التثاؤب المتكرر بشكل دائم،
قد يكون من أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد، او مرض التصلب الجانبي الضموري، او بعد العلاج بالأشعة،
او الأشخاص المصابين بمرض باركنسون، وأحيانا قد يكون مؤشرا لبداية الإصابة بالصداع النصفي (ماجرين).

وفي المقابل، يقل حدوث التثاؤب عند الأشخاص المصابين بالفصام (الشيزوفرينيا)،
وأسباب زيادة او نقص التثاؤب في بعض الأمراض غير معروفة.
وقد لاحظ العلماء أن التأثيرات الكهربائية على بعض أجزاء الدماغ يمكن أن تحفز عملية التثاؤب،
كذلك بعض النواقل العصبية في الدماغ مثل الدوبامين لها تأثير على التثاؤب.

قد يبدو التثاؤب عملية بسيطة جدا، لكنها في الواقع سلوك معقد يخدم أهدافا غير معروفة.لذلك، لا تأخذ الأمر بشكل شخصي إذا تثاءب احدهم في وجهك، فربما كان يحس بالملل، أو التعب،
او يحاول إرسال رسالة لك، فهناك الكثير مما لا نفهمه عن التثاؤب، فربما كان هذا الشخص يحتاج لأن يترك وحيدا،
او يحتاج لتمديد الحويصلات الهوائية في رئتيه، او ربما كان يحضر نفسه للتركيز أكثر على ما تقوله،
او ربما يجب أن تأخذها كملاحظة وتوقف الإسراف في قصة مملة بدأتها.