عودة الروح ........توفيق الحكيم

أن هذا الشعب الذي تحسبه جاهلا" ليعلم أشياء كثيره ، ولكنه يعلم بقلبه لا بعقله أن الحكمة العليا في دمه ولا يعلم ! ...والقوة في نفسه ولا يعلم ! .. هذا شعب قديم جىء بفلاح وأخرج قلبه تجد فيه رواسب عشرة الاف سنه من تجارب ومعرفة رسب بعضها فوق بعض و

لا يدري نعم هو يجهلذلك ولكن هناك لحظات حرجة تخرج فيها هذه المعرفة وهذه التجارب ، فتسعفه وهو لا يعلم من أين جاءته . هذا ما يفسر لنا ـ نحن الاوروبيين ـ تلك اللحظات من التاريخ التي نرى فيها مصر تطفر طفرة مدهشة في قليل من الوقت وتأتي بأعمال عجاب في طرفة عين .

كيف تستطيع ذلك أن لم تكن هي تجارب الماضي الراسيه قد صارت في نفسها مصير الغريزة ، تدفعها الى الصواب ، وتسعفها في الاوقات الحرجه وهي لا تدري .

لا تظن يا مستر بلاك أن هذه الالاف من السنين التي هي ماضي مصر قد انطوت كالحلم ولم تترك أثرا" في هؤلاءالاحفاد أين اذن قانون الوراثة الذي يصدق حتى على الجماد ؟ .. ولئن كانت الارض والجبال ان هي الا وراثة طبقة عن طبقه فلماذا لا يكون ذلك في الشعوب القديمة

التي تتحرك من ارضها ، ولم يتغير شيء من جوها أو طبيعتها . نعم أن اروبا سبقت مصر اليوم ، ولكن بماذا ... بذلك العلم المكتسب فقط ، الذي كانت تعتبره الشعوب القديمة عرضا" لا جوهر ودلالته سطحية على كنز دفين ـ لا انه في ذاته كل شيء .

أن ما فعلناه نحن الاروبيين الحديثي النشأه ـ أن سرقنا من تلك الشعوب القديمة هذا الرمز السطحي ، دون الكنز الدفين لذلك جىء بأروبي وأفتح قلبه تجده خاليا" خاويا" .

الاوربي أنما يعيش بما يلقن ويعلم في صغره وحياته لانه ليس له تراث ولا ماض يسعفه بغير ان يعلم ! .. أحرم الاوربي المدرسه يصبح أجهل من الجهل .. قوة اروبا الوحيده هي العقل .. أما قوة مصر ففي القلب الذي لا قاع له .

ولهذا كان المصريون القدماء لا يملكون في لغتهم القديمة لفظة يميزون بها بين العقل والقلب كان يعبر عنهما بكلمة واحدة هي القلب ! .. ... نعم ! ... هؤلاء الفلاحون لهم ذوق . وزوق جميل ! ... وهم لو سألتهم عن كلمة ذوق لجهلو ا معناها أما نحن فنعرف جيدا"

معنى الزوق ولكن ثق أن فينا عددا" كبيرا" ليس له ذوق ... نعم هذا هو الفرق الوحيد بيننا وبينهم أنهم لا يعلمون ما عندهم من كنوز .

عودة الروح..رواية تجمع بين الرمزية والواقعية..تعد الشرارة التي أوقدتها الثورة المصرية

وهو في هذه القصة يعمد إلى دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر


هذا بشكل عام عن الرواية

إن ما اخترته من الرواية ..بنطبق على حال الشعوب حاليا...

ولا سيما في المقطعين الأولين


ممتمنة لك بلا حدود


وبانتظار اختياراتك الرائعة

لك أجمل التحيات وأصدقها

بالفعل اختي رشا اختيارات يوسف رائعة ومميزة

بانتظار المزيد اخي الكريم

تحياتي